بعد ردات الفعل الشعبية إزاء مصافحة شيخ الأزهر الطنطاوي لشيمعون بيريز في ملتقى حوار الأديان الذي تقيمه و تدعمه الولايات المتحدة, اكبر راعي للإرهاب و داعم للسياسات الصهيونية الغاشمة, حاول الطنطاوي الف والدوران في مسألة مصافحته لمسؤول صهيوني اسمه ملطخ بجرائم حرب و تجاوزات عسكرية و سياسية, كما يعتبر عدوا اولا للدول العربية و المفروض ان مصر من بينها, كما هو عدو للدول الإسلامية التي ذهب الطنطاوي ليمثلها في ملتقى الأديان..
و برغم تحفظي على هكذا حوارات منذ البداية, إلا انني لم استطع التنبأ بمدى التجاوزات الممكن حصولها في مثل هكذا "لمات", مع التطرق طبعا لممثلين الوفود. حيث ان اغلب ممثلين الوفود الإسلامية لم يتحرك لهم ساكن عند حلول موعد الصلاة.. فكيف لنا ان يمثلنا امثال هؤلاء الوفود الذين هم طبعا اجزاء من الصورة البالية التي يتظاهر حكام الدول العربية بها..
و كل هذا يذوب امام العذر الأقبح الذي قدمه الشيخ الطنطاوي حيال مصافحته بيريز, حيث أشار الطنطاوي انه لم يصافحه إلا لثواني و انه لم يكن يعرفه, اي ان يا جماعة, الطنطاوي بمنصب ديني عالي في دولة ملاصقة للكيان الصهيوني لا يعرف انه يصافح اكبر قادة ما يسمى "إسرائيل" و هنا الطامة!
لو كان الطنطاوي برّر ما فعله بأي مبرر آخر لكان علينا نقده من جانب سياسي او على الأقل من جانب مبدئي كأن نناقشه مثلا في الدوافع و المبررات.. لكن المضحك المبكي ان تبرير الطنطاوي جاء بأنه لا يعرف شمعون بيريز شكلا! وأن لقاءه به كان عابرا عابرا عابرا, يعني بالله يا طنطاوي على ماذا تقضي وقتك إذا؟ اتسائل إن كانت الدول العربية تقوم بتدريب وفودها قبل ارسالها لهكذا مؤتمرات.. في ظل الصورة الحساسة التي ارتبطت بالدين الإسلامي عالميا.. و إن كانت افليس من الأولى تعليم هؤلاء المبتدئين من يمثل كل وفد؟ ام انه كان متوقعا ان يمثل اليهود حسني مبارك مثلا؟؟؟؟
حركة الشيخ الطنطاوي جاءت كالقشة التي قسمت ظهر البعير, ويل لهكذا حكومات و وفود تمثلنا.. لا يجوز لنا ان نتسائل لماذا هذا الإستخفاف العالمي بنا في ظل هكذا تبريرات سخيفة من رجل دين يفترض به ان يكون على دراية بكل ما يحدث حوله.. لكن ان نرسل رجل دين مستيقظ من سبات قرون لا يدري عن ما حوله من تحديات.. فهذا فعلا إستخفاف بالعالم الإسلامي!